الجمعة، 27 ديسمبر 2013

سرقة الشعر الملحون بتغيير الاسماء

سرقة الشعر الملحون بتغيير الاسماء

لقد أكتشفت في بعض الكتب وعبر بعض مواقع الانترنات جريمة كبرى في حق تراث الراشدية حيث سرق ونهب تراثها الذي تركه عمالقة الشعر الملحون أمثال الشيخ الخالدي وولد قبلية وبن يخلف وبن قنون وقدور بن عثمان وغيرهم ولم يقتصرو على سرقة القصائد فقط بل أصبحوا يسرقون الشاعر بنفسه وذلك بجعله ينتسب الى مناطقهم مثل سيدي لخضر بن خلوف ينسبوه الى مستغانم وهي أرض انتقاله لقد ولد وترعرع في بني شقران معسكر وهذا جلي حتى في أشعاره أما فيما يخص القصائد فحدث ولاحرج ويتم ذلك من خلال القصاصبية والمغنيين الذين نسبوا الى أنفسهم قصائد غيرهم وساذكر بعض الامثلة قصيدة يا ذا المرسم لشيخ الخالدي وهذا معروف في معسكروالتي خلد فيها عشيقته يامينة والتي ذكرها في عدة قصائد ومع ذلك ينسبونها الى الميلود الشقراني من بني شقران وهو ليس له ذكر في معسكر وله نفس العشيقة يامينة وظاهر أنه قصاصبي أعجبته القصيدة فنسبها الى نفسه وأيضا يابن سيدي يا خويا لشيخ بن يخلف ابوطالب غناها أوراد بومدين مع السيدة نورة وأضاف اليها منطقة بلعباس لكونه عباسي وهذا مايفعله أغلب المغنيين والقصابين والذين تناولونها من بعده أضافوا اليها اسم شاعر من بلعباس بن براهيم حتى غناها المطرب الكبير أحمد وهبي الا أنهم نسوا أن الشيخ بن يخلف يتحدث في هذه القصيدة عن مشاركة الجنود الجزائريين الى جانب فرنسا في حربها ضد المانية في الحرب العالمية الثانية وذكرالجبهة االشرقية والجبهة الغربية واختلاط البنات مع الذكور في المدارس لانه عيش هذه المرحلة أما الشاعر مصطفى بن براهيم توفى قبل هذا بقرن ونسبوا اليه أيضا قصيدة هذا اليوم سعيد مبارك يايمينة وهي لشيخ عبد القادر الخالدي فحولوا كلمة أسفا أي تتأسف الى أصفا والمعنى يختلف وهذا الاسم أظيف وأظيف في كثير من القصائد التي لن تكن مدونة وحتى القصائد التي دونت قبل الاستقلال لم تسلم فمثلا قصيدة -واحد الغزال اليوم ريت- لشيخ قدور بن عثمان وهو من معسكر وغناها الكثير من المطربين فهناك من جاء فيما بعد وبعد ان نقلها من ديوان يافيل الذي الفه سنة 1907 لينسبها الى الشيخ بن تريكي وتارة لشيخ بن سهلة وتارة لشيخ محمد الرمعان وهذا يدل على ان هناك افراد وجماعات سواء من بلعباس او تلمسان قاموا بالسطو المتعمد على تراث الراشدية ليحوله الى تراثا عباسيا او تلمسانيا والمهم انه بقي جزائريا ويشهد بعظمة شعراء معسكر امثال الشيوخ بن قنون والخالدي وبن قبلية وبن يخلف وقدور بن عثمان وسيدي لخضر بن خلوف وطاهر بن مولاي والاخرين والامثلة في ذلك كثيرة لا تسع لها هذه الصفحة وحتى في زماننا حدث مثل ذلك بحيث نسب الشاب يزيد دوان الشاب زرقي الى نفسه والقرائن تبين انه لكل شاعر بصاماته وخصوصياته التي تميزه على الاخرين وشعراء نفس المنطقة لهم خصوصيات ولهجة وعامية تختلف من مدينة الى أخرى أخرى حتى الكلمات مثلا الزرويط ولاقي يا ربي لاقي وثرن نبيتك شلا يضحى وغيرها فهي من قموس شعراء مدينة معسكر فان وجدتها في ديوان شاعرأخر فالقصيدة مشبوهة وما أكثرها وبالخصوص في الدواوين التي جمعت بعد الاستقلال وللاسف شعبنا ليبحث ولا يتحرى بل أصبح كل ما يقرؤه ويسمعوه من المسلمات حتى ولو كان ذلك غريبا وكأنه لايعرف معنى السرقة والسطو في بيئته وأترك الباقي للباحثين والمهتمين بهذا التراث لتصحيحه
أما القصاصبية فهم الذين يغنون أشعار غيرهم أمثال القصاصبي حمادة والمماشي وغيرهم وسمو بالشيوخ لانهم تغنوا بكلام الشيوخ فأما الشيخ فهو الشاعر وقد يكون مغني في نفس الوقت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق