الجمعة، 27 ديسمبر 2013

الشيخ علي بن أمبارك بن مولود أحد شعراء مدينة إقلي

هو الشيخ علي بن أمبارك بن مولود - عائلة واري ببلدية اقلي ولاية بشار. يعد من اكبر شعراء منطقة الساورة كما يعتبر رائد الشعراء في اقلي فهو الذي كان الڨلاوة -في بداية وأواسط القرن العشرين- يقدمونه لتصدر الجلسات و المناسبات لما يتعلق الأمر
بالمناظرات الشعرية التي كانت تقوم بين شعراء قبائل الساورة للحماسة و التفاخر . ولد عام 1853م . نشأ في مسقط رأسه اقلي يتيم الأب و الأم و نظرا لظروف الحياة التي واجهته تعذر عليه إتمام حفظ القرآن الكريم رغم إشرافه على حفظ الستين حزب لأن المراسيم التشريفية التي كانت تقام آنذاك لحافظ الستين كانت تكلف صاحبها الكثير من المال ,هدا الأخير الذي عاز إليه شاعرنا بشدة ما جعله يلجأ إلى قول الشعر الملحون والمديح فنبغ فيهما و لم تشهد اڨلي عصرا ثريا وساطعا مليئة لياليه بسهرات الشعر الملحون و المديح مثل عصر الشيخ علي إذ كان ,حسب ما يروى, يقيم تلك السهرات بمدائح لا يكررها حتى يبلغ بها الليلة الأربعون وكل مديح من هده المدائح كان يضم أربع أو خمس قصائد ومما يحز بالنفس ومما يؤسف له أن هدا الزخم الضخم من القصائد لم ينقد من الضياع و النسيان فلا نكاد نجد من ميراث هدا الشاعر الفحل إلا النزر اليسير وكل هدا الإهمال والتقصير في حفظ تراثه الزخم لا يلام عليه فقط أقرباء الشاعر بل تلام عليه كل الطبقة المثقفة في اڨلي و المنطقة إذ أن هدا الشاعر و غيره أصبحوا ملكا للذاكرة الشعبية والتاريخ وهنا يبرز جليا دور المسؤولين المحليين عن الثقافة و كذلك الجمعيات الثقافية المحلية. أكثر ما تأثر به الشاعر في شعره كان القرآن الكريم الذي صبغ قصائده بصبغة متدينة متصوفة فهي لا تناهز في اغلبها حب الرسول صلى الله عليه و سلم وآل بيته و الأولياء الصالحين وطاعة الوالدين و حب الأخلاق الكريمة من كرم ونجدة و شجاعة و غيرها. كما أثر وتأثر بمعاصريه من شعراء الساورة أمثال الشيخ بوشتة شاعر الغنانمة و غيره. وكان ظهور الشيخ علي في الڨلاوة مغطيا بشكل كبير للنقص الفادح الملحوظ الذي أصابهم في مجال الشعر و الشعر الملحون إذ أنهم من شلوح الجزائر و يصعب أن تعد عدد شعرائهم على الأصابع العشرة على مدى القرنين الأخيرين. ولم يقل الشيخ ما قال من شعر استجابة لحاجات مادية كما يفعل بعض الشعراء فهو قد كان قرويا فلاحا مثله مثل باقي الڨلاوة يزرع أرضه في اقلي و الباردة ويعيش على ما تدر عليه هده الأرض من تمر وقمح وغيرهما ولم يقل الشعر إلا للتعبير عن آرائه و مشاعره وآراء ومشاعر قومه في الأفراح و الأتراح. عاش الشيخ علي طويلا حتى تجاوز من العمر المائة وثمان سنوات

هناك تعليق واحد: